بالفيديو .. وانقلب السحر على الساحر: مشايخ السلفية في مرمى الحسبة المضادة.. بلاغات ضد الحويني ويعقوب بتهم التمييز وسب طالبات مصر

Admin عدد المساهمات : 478 تاريخ التسجيل : 18/05/2011

خلال عقود كان المثقفون والفنانون ضحايا قضايا الحسبة المرفوعة من قبل مشايخ وأصوليين، وتسببت بعض القضايا في تفريق كتاب عن أزواجهن، وتكفير البعض الآخر، وتعرُّض كثيرين للاعتداء، لكن اليوم يذوق المشايخ من كأس "الحسبة المضادة" نفسه، ويتعرضون لملاحقات قانونية على خلفية فتاوى وتصريحات اعتبرها محامون تهدد الأمن الاجتماعي.
وتقدم محامون مصريون ببلاغات ضد كل من الداعية محمد حسين يعقوب والشيخ أبو إسحاق الحويني،
متهمين إياهم في بلاغات منفصلة، بتكدير السلم العام، والإساءة لفتيات مصر وسبهن، والتمييز الديني.
وكان الداعية محمد حسين يعقوب قال في تسجيل مصور، على خلفية التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها إن من قالوا نعم اختاروا طريق الدين، داعيًا من رفض التعديلات إلى الخروج من مصر لأن "البلد بتاعنا".
وحمل البلاغ رقم 7601 عرائض النائب العام لسنة 2011 متهما يعقوب بالتحريض ضد المسيحيين، والتمييز ضد طائفة أو طوائف من الناس أو ازدرائها، من خلال المناداة بالدولة الدينية التي تهدر حقوق الآخرين في معتقداتهم الدينية.
وبحسب البلاغ فإن يعقوب ارتكب جرما منصوص عليه في المادة 176 من قانون العقوبات التي تقول: "يعاقب بالحبس كل من حرض بإحدى الطرق المتقدم ذكرها على بغض طائفة أو طوائف من الناس أو على الازدراء بها إذا كان من شأن هذا التحريض تكدير السلم العام.
وتقدم مركز حقوقي مصري ببلاغ ضد الداعية أبو إسحاق الحويني لأنه اعتبر الطالبات في الجامعات والكليات المختلطة آثمات، ويغضبن الله.
وكان مركز ابن رشد لحقوق الإنسان بالإسكندرية تقدم ببلاغ للنائب العام حمل رقم7737.. اتهم فيه الشيخ حجازي محمد شريف (وشهرته أبو إسحاق الحويني) بسب وقذف مئات الآلاف من سيدات وفتيات مصر ممن درسوا بالجامعات المصرية المختلطة.
وبحسب البلاغ فإن الحويني قال إن الطالبات بأنهن آثمات لأنهن تلقين العلم في ظل اختلاط حرمه الشرع مع الرجال والفتيان، معتبرا تصريحه (الحويني) سبًّا وقذفًا وخدشًا لحياء جميع سيدات وفتيات مصر من الطلبة والخريجات، وقدم المركز أسطوانة مدمجة مرفقة بالبلاغ تضمنت تسجيلاً لفتوى الحويني المشار إليها.

عمرو أديب يهاجم يعقوب

وطالب البلاغ باستجواب الحويني عما يقصده من فتواه المثيرة للجدل.. وهل لا يعترف بحق الفتيات في تلقي العلم وهو الحق الذي كفله لهن الدستور والقانون.
وأثار الحويني جدلاً كبيرًا في مصر بمجموعة من الفتاوى والدعوات المثيرة من بينها، دعوته لإعادة أسواق الرقيق، لحل أزمات العنوسة، وتأخر سن الزواج، وقال: "يمكن للرجل أن يذهب للسوق ويشتري جارية ويعود بها إلى البيت بها ويضاجعها دون أن يعقد عليها.
وقال إن من حق المسلم أن يشتري رجلاً "مفتول العضلات" يساعده في أعمال المنزل.
ودعا الحويني في نداء آخر المجلس العسكري إلى فرض الزكاة بالقوة لحل الأزمة الاقتصادية بعد الثورة.
وكان مجموعة من المشايخ اعتادوا ملاحقة المبدعين بقضايا حسبة، ومنهم المفكر الإسلامي الراحل نصر حامد أبو زيد في العام 1993، الذي يعتبر البعض رؤيته للقرآن مثيرة للجدل.
وقال أبو زيد في أبحاثه إن الوحي بالقرآن حدث تاريخي وأن تفسيره بالتالي يجب أن يبنى على دراسة السياق التاريخي والاجتماعي الذي ظهر فيه.
لكن الشيخ يوسف البدري أقام دعوى حسبة ضده، وحكمت محكمة مصرية بتفريقه عن زوجته أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة القاهرة، واضطر للهجرة سنوات طويلة إلى هولندا، حصل خلالها على عدة جوائز تخص حرية الفكر.
وتعرض الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي لدعوى شبيهة من قبل البدري، وأدين في حكم قضائي بغرامة مالية رفض تنفيذها معلنا أنه على استعداد للحجز على أثاث بيته.

الحويني والاختلاط

وكانت السلطات المصرية سحبت حق رفع دعاوي الحسبة من يد الأفراد واعتبرته حق وحيد للنيابة العامة، لتجنب أزمات تخرج إلى السطح من وقت لآخر بين المشايخ والمثقفين والفنانين.
وأثار أصوليون مصريون هلع قوى مدنية في مصر وخارجها بعد سلسلة من الأحداث عقب ثورة يناير، من بينها إعلانهم البدء في إنشاء دولة دينية، و التظاهر أمام الكنائس، وتورط بعضهم في مواجهات طائفية، إضافة إلى هدم أضرحة لأئمة صوفيين، بحجة مخالفتها لتعاليم الإسلام الصحيحة، لكن أتباعهم رأوا في الأمر مبالغة هدفها ترويع الناس من السلفيين والإسلام عمومًا.